وقالَ بعضُ أَهل اللُّغة: إِذا لم تقع في هذا البيت إِلاَّ للمستقبل؛ لأَنَّ المعنى: والَّذي يحفظ النَّاس إِذا كان كذا وكذا، والأَول قول قُطْرب. وقالَ الآخر:
فالآنَ إذْ هازَلْتُهُنَّ فإِنَّما ... يَقُلْنَ ألا لَمْ يَذْهَبِ المرْءُ مَذْهَبا
معناه إِذا هازلتهنّ، وقالَ أَبو النجم:
ثمَّ جَزاهُ اللهُ عَنَّا إذْ جَزَى ... جَنَّاتِ عَدْنٍ في العَلاليِّ العُلاَ
أَرادَ إِذا جزى. وقالَ بعض أَهل العلم: إنما جاز أَن تكون إذْ بمَعْنَى إِذا في قوله: وإذْ قال الله يا عيسَى بنَ مَرْيَم، لأَنَّه لمَّا وقع في علم الله عزّ وجلّ أَنَّ هذا كائن لا محالة كان بمنزلة المشاهَد الموجود، فخبّر عنه بالمضيّ، كما قال: ونادَى أَصْحابُ الجَنَّةِ أَصحابَ النَّار، وهو يريد: وينادي وروى قُطْرب هذا البيت:
ونَدْمانٍ يَزيدُ الكأسَ طِيباً ... سَقَيْتُ إِذا تَغَوَّرَتِ النُّجُومُ
أَرادَ إذْ تغورت. ورواه غير قُطْرب: سقيت وقد تغورت.