ثمَّ رَمَى اللَّيْلُ بهِ قارِباً ... يَسْتَوْقِدُ النِّيرانَ في الجَرْوَلِ
أَرادَ بالجَوْنة الشَّمس، وقال الآخر:
غيَّرَ يا بِنْتَ الحُلَيْس لَوْني ... مَرُّ اللَّيالي واخْتِلافُ الجَوْنِ
وَسَفَرٌ كانَ قليلَ الأَوْنِ
أَرادَ بالجَوْن النَّهار؛ وبالأَون الرفق والدّعة، يقال: أُن على نفسك، أَي ارفق بها. وقالَ ابن مقبل:
وَاطَأْتُهُ بالسُّرَى حتَّى تَرَكْتُ به ... لَيْل التَّمامِ تُرَى أَسْدافُهُ جُونا
أَرادَ تُرى ظُلَمه بيضاً، أَي سَرَيْت حتَّى أَضاءَ ليَ الصُّبح. ورواه الأَصْمَعِيّ: تُرَى أَعلامُه جُونا، أَي سوداً، يخبر أَنَّهُ سرى في اللَّيل الظُّلَم. وقال الآخر:
لا تَسْقِهِ حَزْراً ولا حَليبا ... إِنْ لم تَجِدْهُ سابحاً يَعْبُوبا
ذَا مَيْعةٍ يَلْتَهِمُ الجَبُوبا ... يُبَادِرُ الآثارَ أَنْ تَؤُوبا
وحَاجبَ الجَوْنَةِ أَنْ يَغِيبا
أَرادَ بالجَوْنة الشَّمس. وقالَ ذو الرُّمَّة يذكر حماراً وآتُنا:
يُعَاوِرْنَهُ في كلِّ قاعٌ هَبَطْنَهُ ... جَهَامَةَ جَوْنٍ يَتْبَعُ الرِّيحَ ساطعِ
قوله: يعاورنه معناه، إِذا أَثارَ غُباراً أَثرن مثله. والجهامة