أَساسَاتِها، وأَعْلَيْتُ سُقُوفَها، وأَكثرتُ ساجَها، ووصلتها بمثلها في شهرين، فيدخل الشَّهرُ الأَوَّلُ في الشَّهرين، ويُعْطَفُ الكلام الثَّاني على الأَوَّل، لما فيه من معنى الزيادة، أَنشد الفَرَّاءُ:
فإِنَّ رُشَيْداً وابْنَ مَرْوانَ لم يكن ... لِيَفْعَلَ حتَّى يُصْدِرَ الأَمْرَ مَصْدَرَا
فرُشيد هو ابن مروان، نُسقَ عليه لما فيه من زيادة المدح. وقال الآخر:
يَظُنُّ سَعيدٌ وابْنُ عمرٍو بأَنَّني ... إِذا سَامَنِي ذُلاًّ أَكونُ بهِ أَرْضَى
فَلَسْتُ براضٍ عنه حتَّى يُنيلَني ... كما نالَ غيري من فوائده خَفْضَا
فسعيد هو ابن عمرٍو، نُسِقَ عليه؛ لأَنَّ فيه زيادة مدح.
ويجوز أَن يكون معنى الآية: والأَرض معَ ذلك دحاها، كما قال الله عزَ وجلّ: عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلكَ زَنِيمٍ، أَرادَ مع ذلك. وقالَ الشَّاعر:
فَقُلْتُ لها فِيئي إِليكِ فإِنَّني ... حَرامٌ وإِنِّي بعد ذاك لَبيبُ
أَرادَ مع ذلك، وتأْويل دحاها بسطها، قال الشَّاعر:
دَحَاهَا فلَمَّا رآهَا اسْتَوَتْ ... على الماءِ أَرْسَى علَيْها الجِبالاَ