وموهم الاختلاف في الظاهر يمكن الجمع فيه بعد التأمل؛ كأن تختلف الجهة أو الزمان، أو المكان، أو المحكوم عليه، أو المحكوم به، أو الحكم، أو الحالة، أو الكم ... ومثاله:
أ- قوله تعالى: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} وقوله: {وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} .
وجوابه: أنهم ينكرون الشرك بألسنتهم وتنطق به جوارحهم..
ب- قوله: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} وقوله: {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} .
وجوابه: أن الأولى للتسمية والثانية للوصف، وذلك بعد وجود المغفور له، أو يقال: الفعل مع الله لا يتقيد بزمان، أو يقال: "كان" للدوام.
جـ- أيهما أسبق في الخلق: الأرض أم السماء؟
والجواب: أن الأرض خُلقت في يومين، والسماء في يومين، ودحو الأرض بعد ذلك في يومين. قال تعالى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} أي: بعد خلق الأرض والسماء، وذلك قوله في سورة فصلت: {خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْن} ثم قال: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} .
ومن هنا تعلم أن قوله بعد خلق الأرض في يومين من سورة فصلت: {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ} أي: بانضمام يومي خلق الأرض.
د- قوله: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ} .
وقوله: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} لأن عدم التساؤل بعد النفخة الأولى، والتساؤل بعد النفخة الثانية.