ومثال المنفيين في قول النبي -صلى الله عليه وسلم- عن بنت أبى سلمة: "لو لم تكن ربيبتي لما حلت لي؛ لأنها بنت أخي من الرضاعة".

ومثال الملزوم الثابت واللازم المنفي قوله سبحانه: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} .

ومثال الملزوم المنفي واللازم المثبت قوله صلى الله عليه وسلم: "لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم".

وأعني بالمثبت والمنفي ما هو في الصورة واللفظ، لا ما هو في الحقيقة، والمعنى: فإن من حولها إن كان مثبتًا في الصورة منفيًّا في الحقيقة، وإن كان منفيًّا في الصورة كان مثبتًا في المعنى.

كذا قيل في مقتضاها.

وعليه: فالحكم إما نفي الأول لنفي الثاني؛ لأن الأول ملزوم، والثاني لازم، والملزوم عدم عند لازمه.

وأما تحقق الثاني لتحقق الأول؛ لأن تحقق الملزوم يستلزم تحقق لازمه.

قيل: كل شيء من القرآن فيه "لو" لا يكون.

وتختص "لو" بالدخول على الفعل الظاهر أو المقدر.

وإذا تلاها الفعل كان المقصود مجرد التعليق؛ نحو: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأسْمَعَهُمْ} .

وإذا وليها الاسم كان المقصود التعليق واختصاص الاسم بذلك؛ نحو: {لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} . فالمقصود بعد التعليق اختصاص المذكورين بالبخل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015