أقل الطُّهْر الَّذِي يكون بَين الدمين ثَلَاثَة أَيَّام فَإِن كَانَ الدمَان أقل من ثَلَاثَة أَيَّام لم يكن ذَلِك حيضا وَالطُّهْر أَكثر مِنْهُ وَكَيف يكون خَمْسَة أَيَّام حيضا وأكثرها لم تَرَ فِيهِ دَمًا هَذَا مَا لَا يكون وَأما النّفاس فَلَيْسَ لَهُ غَايَة فِي قَلِيله فَنَجْعَل الطُّهْر الْقَلِيل مثل النّفاس الْقَلِيل لِأَن النّفاس يكون سَاعَة لَو وضعت الْمَرْأَة ثمَّ رَأَتْ الدَّم سَاعَة ثمَّ انْقَطع ثمَّ رَأَتْ الطُّهْر كَانَت تِلْكَ السَّاعَة نفاسا فَلَمَّا رَأينَا النّفاس لَا وَقت لَهُ فِي قلته كَانَت أَيَّام النّفاس أَكثر من أَيَّام الْحيض وَقَالَ أَبُو حنيفَة إِذا عاودها الدَّم فِي الْأَرْبَعين وَالَّذِي بَين الدمين قَلِيل أَو كثير كَانَ ذَلِك نفاسا كُله فاستحسنا أحسن ذَلِك كُله فَقُلْنَا إِن كَانَ بَين الدمين فِي الْأَرْبَعين أقل من خَمْسَة عشر يَوْمًا فَذَلِك نِفَاس كُله وَإِن كَانَ الَّذِي بَينهمَا أَكثر من خَمْسَة عشر يَوْمًا فَالْأول نِفَاس وَالثَّانِي لَيْسَ بنفاس لِأَن أَبَا حنيفَة وَجَمِيع أَصْحَابنَا قد أَجمعُوا على أَن الدمين فِي الْحيض الَّذِي بَينهمَا طهر خَمْسَة عشر يَوْمًا دمان مُخْتَلِفَانِ وليسا بِدَم وَاحِد فَلَمَّا قَالُوا ذَلِك فِي الْحيض قُلْنَا نَحن فِي النّفاس أحسن مَا عندنَا فِيهِ وَإنَّهُ ليدْخل فِي قَوْلنَا أَيْضا شَيْء قَبِيح وَهُوَ لَو أَن امْرَأَة نفست يَوْمًا ثمَّ طهرت أَرْبَعَة عشر يَوْمًا ثمَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015