فاختلف المفسرون في المسلّم عليهم الذي اصطفوا:
فقيل: هم الأنبياء، وهو قول الإمام عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
وقيل: هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قول حبر الأمة وترجمان القرآن: عبد الله بن عباس رضي الله عنه، وهو قول سفيان الثوري والسدي.
قال الإمام ابن كثير: ولا منافاة، فإنّهم إذا كانوا من عباد الله الذين اصطفى، فالأنبياء بطريق الأولى والأحرى (?).
ل) وقال سبحانه وتعالى [الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ] البقرة 121.
اختلف المفسرون في المراد من الآية:
فقيل: هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، قاله قتادة، وحكي نحو هذا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والكتاب على هذا التأويل هو: القرآن الكريم. فوجه الفضل فيه لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن الله جل وعلا شهد لهم بأنهم يؤمنون به، ويقيمونه على وجهه المطلوب.
وقيل: هم من أسلم من بني إسرائيل، قاله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، والكتاب على هذا التأويل: التوراة، قال الإمام القرطبي: والآية