والسلام، متى وجد مناسبة أو موقفاً يحتاج للتذكير ببيان فضل القوم بيّن وفعل. عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: صعد ابن مسعود شجرة، فجعلوا يضحكون من دقة ساقيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إنهما في الميزان أثقل من أحد) (?).

ولذا وجب أن نعرف للصحابة رضي الله عنهم حقهم وفضلهم، وهذا يتبين بما يلي:

[2] فقد بوّب أهل السنة والجماعة في كتب العقائد أبواباً في فضائل الصحابة وآل البيت وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وحقهم علينا وواجبنا تجاههم، بل غالب المدونات والمصنفات والصحاح بوّبت لمثل هذا. وهذا يدل على أن هذه المكانة والمنزلة للصحابة رضي الله عنهم دين وإيمان وعقيدة.

ومجمل الحقوق والواجبات التي ذكرها أهل السنة لأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم في أمور:

أ) وجوب محبتهم وإجلالهم وتعظيمهم، دون إفراط في حب أحد منهم، ولا تبرئ من أحد منهم.

قال الإمام القرطبي: قال جل وعلا [وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ] الحشر 10. قال: هذه الآية دليل على وجوب محبة الصحابة؛ لأنه جعل لمن بعدهم حظاً في الفيء، ما أقاموا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015