وقال اسحق بن إبراهيم الموصلي:
وصافية تعشي العيون وقيقة ... رَهِينَةِ عَامٍ فِي الدِّنَانِ وَعَامِ
أدرنا بها الكأس الروية بينا ... مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى انْجَابَ كُلُّ ظلام
فما ذر قوت الشَّمْسِ حَتَّى كَأَنَّنَا ... مِنَ الْعِيِّ نَحْكِي أَحْمَدَ بْنَ هِشَامِ
وَقَالَ آخَرُ فِي أَدْنَى السُّكْرِ:
سَقَانِي هديل مِنْ شَرَابٍ كَأَنَّهُ ... دَمُ الْجَوْفِ قديدني الحليم من الجمهل
دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَافِرَ الْعَقْلِ صَاحِيًا ... فَمَا زَالَ بِالتَّقْرِيبِ وَالْأَهْلِ وَالسَّهْلِ
وَمَا زِلْتُ أُسْقَى شَرْبَةً بَعْدَ شَرْبةٍ ... مِنَ الرَّاحِ حَتَّى رُحْتُ مُتَّهَمَ الْعَقْلِ
سَقَانِي ثَلَاثًا بَعْدَ سَبْعٍ وَأَرْبَعٍ ... فَحَيَّرْنَ مَا بَيْنَ الذُّؤَابَةِ وَالنَّعْلِ
فَرُحْتُ كَأَنَّ الْأَرْضَ أَرْكُلُ مَتْنَهَا ... إِذَا هِيَ دَارَتْ بي فيعدلها ركلي