الفقرة الأولى: صور من شعر أبي الوليد الباجي:

سنتناول نموذجًا من شعره الرصين في أغراض شعرية مختلفة التي تنبئ عن خياله الخصب وشاعريته الرقيقة ومعاناته القاسية وتجربته الحية.

فمن ذلك قوله في الزهد:

تَبَلَّغْ إِلَى الدُّنْيَا بِأَيْسَرِ زَادِ … فَإِنَّكَ عَنْهَا رَاحِلٌ لِمَعَادِ

وغُضَّ عَنِ الدُّنْيَا وزُخْرُفِ أَهْلِهَا … جُفُونَكَ وَاكْحُلْهَا بِطُولِ سُهَادِ

وجَاهِدْ عَنِ اللَّذَاتِ نَفْسَكَ جَاهِدًا … فَإِنَّ جِهَادَ النَّفْسِ خَيْرُ جِهَادِ

فَمَا هَذِهِ الدُّنْيَا بِدَارِ إِقَامَةٍ … فَيُعْتَدَّ مِنْ أَغْرَاضِهَا بِعَتَادِ

وَمَا هِيَ إِلَّا دَارُ لَهْوٍ وفِتْنَةٍ … وإِنَّ قُصَارَى أَهْلِهَا لِنَفَادِ (?)

***

إِذَا كُنْتُ أَعْلَمُ عِلْمًا يَقِينًا (?) … بِأَنَّ جَمِيعَ حَيَاتِي كَسَاعَهْ

فَلِمْ لَا أَكُونُ ضَنِينًا بِهَا … وَأَجْعَلُهَا (?) في صَلَاحٍ وطَاعَهْ (?)

***

طور بواسطة نورين ميديا © 2015