جُمَّاعُ أَبْوَابِ إِثْبَاتِ صِفَةِ الْمَشِيئَةِ وَالْإِرَادَةِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَكِلْتَاهُمَا عِبَارَتَانِ عَنْ مَعْنًى وَاحِدٍ , وَكَانَ الْأُسْتَاذُ أَبُو إِسْحَاقَ رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: مِنْ أَسَامِي صِفَاتِ الذَّاتِ مَا يَعُودُ إِلَى الْإِرَادَةِ مِنْهَا: الرَّحْمَنُ وَهُوَ الْمُرِيدُ لَرِزْقِ كُلِّ حَيٍّ فِي دَارِ الْبَلْوَى وَالِامْتِحَانِ وَمِنْهَا «الرَّحِيمُ» وَذَلِكَ الْمُرِيدُ لِإِنْعَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمِنْهَا «الْغَفَّارُ» وَهُوَ الْمُرِيدُ لِإِزَالَةِ الْعُقُوبَةِ بَعْدَ الِاسْتِحْقَاقِ وَمِنْهَا «الْوَدُودُ» وَهُوَ الْمُرِيدُ لِلْإِحْسَانِ إِلَى أَهْلِ الْوَلَايَةِ وَمِنْهَا «الْعَفُوُّ» وَهُوَ الْمُرِيدُ لِتَسْهِيلِ الْأُمُورِ عَلَى أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ وَمِنْهَا «الرَّؤُوفُ» وَهُوَ الْمُرِيدُ لِلتَّخْفِيفِ عَنِ الْعِبَادِ وَمِنْهَا «الصَّبُورُ» وَهُوَ الْمُرِيدُ لِتَأْخِيرِ الْعُقُوبَةِ وَمِنْهَا «الْحَلِيمُ» وَهُوَ الْمُرِيدُ لِإِسْقَاطَ الْعُقُوبَةِ فِي الْأَصْلِ عَنِ الْمَعْصِيَةِ وَمِنْهَا «الْكَرِيمُ» وَهُوَ الْمُرِيدُ لِتَكْثِيرِ الْخَيْرَاتِ عِنْدَ الْمُحْتَاجِ وَمِنْهَا «الْبَرُّ» وَهُوَ الْمُرِيدُ لِإِعْزَازِ أَهْلِ الْوَلَايَةِ وَمِنْ أَصْحَابِنَا مَنْ ذَهَبَ إِلَى هَذِهِ الْأَسَامِيَ مِنْ صِفَاتِ الْفِعْلِ وَمَعْنَاهَا الْفَاعِلُ لِهَذِهِ الْأَشْيَاءِ