104 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى , قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ ثنا الصَّاغَانِيُّ , ثنا أَبُو سُلَيْمَانَ الْأَشْقَرُ , ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ , ثنا سَعِيدٌ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنِ الْحَسَنِ , قَالَ: " {الصَّمَدُ} [الإخلاص: 2] الْبَاقِي بَعْدَ خَلْقِهِ " -[160]- وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِيمَا أُخْبِرْتُ عَنْهُ: الصَّمَدُ السَّيِّدُ الَّذِي يُصْمَدُ إِلَيْهِ فِي الْأُمُورِ وَيُقْصَدُ إِلَيْهِ فِي الْحَوَائِجِ وَالنَّوَازِلِ , وَأَصْلُ الصَّمَدِ الْقَصْدُ , يُقَالُ لِلرَّجُلِ: اصْمُدْ صَمْدَ فُلَانٍ أَيِ اقْصِدْ قَصْدَهُ , وَأَصَحُّ مَا قِيلَ فِيهِ مَا يَشْهَدُ لَهُ مَعْنَى الِاشْتِقَاقِ وَمِنْهَا «الْحَمِيدُ» قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [لقمان: 26] وَرُوِّينَاهُ فِي خَبَرِ الْأَسَامِي , قَالَ الْحَلِيمِيُّ: هُوَ الْمُسْتَحِقُّ لِأَنْ يُحْمَدَ لِأَنَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بَدَأَ فَأَوْجَدَ , ثُمَّ جَمَعَ بَيْنَ النِّعْمَتَيْنِ الْجَلِيلَتَيْنِ الْحَيَاةِ وَالْعَقْلِ , وَوَالَى بَعْدَ مَنْحِهِ , وَتَابَعَ آلَاءَهُ وَمِنَنَهُ , حَتَّى فَاتَتِ الْعَدَّ , وَإِنِ اسْتُفْرِغَ فِيهَا الْجَهْدُ , فَمَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَحِقُّ الْحَمْدَ سِوَاهُ؟ بَلْ لَهُ الْحَمْدُ كُلُّهُ لَا لِغَيْرِهِ , كَمَا أَنَّ الْمَنَّ مِنْهُ لَا مِنْ غَيْرِهِ , قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هُوَ الْمَحْمُودُ الَّذِي اسْتَحَقَّ الْحَمْدَ بِفِعَالِهِ , وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٌ , وَهُوَ الَّذِي يُحْمَدُ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ , وَفِي الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ , لِأَنَّهُ حَكِيمٌ لَا يَجْرِي فِي أَفْعَالِهِ الْغَلَطُ وَلَا يَعْتَرِضُهُ الْخَطَأُ فَهُوَ مَحْمُودٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَمِنْهَا «الْقَاضِي» قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ} [غافر: 20]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015