حُلِيِّكُنَّ {" فَقَالَتْ زَيْنَبُ لِعَبْدِ اللَّهِ: أيجزي عَنِّي أَنْ أَضَعَ صَدَقَتِي فِيكَ وَفِي بَنِي أَخِي وَأُخْتِي أَيْتَامٍ؟ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ خَفِيفَ ذَاتِ الْيَدِ} فَقَالَ: سَلِي عَنْ ذَلِكَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَتْ زَيْنَبُ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهَا: زَيْنَبُ تَسْأَلُ عَمَّا جِئْتُ أَسْأَلُ عَنْهُ {فَخَرَجَ إِلَيْنَا بِلالٌ، فَقُلْنَا لَهُ: سَلْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَلا تُخْبِرْهُ مَنْ نَحْنُ} أَيُجْزِئُ عَنِّي أَنْ أَضَعَ صَدَقَتِي بَنِي أَخِي أَيْتَامٍ أَوْ بَنِي أُخْتِي أَيْتَامٍ فِي حِجْرِي؟ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: " أَيُّ الزَّيَانِبِ هِيَ؟ " فَقَالَ: زَيْنَبُ امْرَأَةُ عَبْدِ اللَّهِ وَزَيْنَبُ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أَخْبِرْهُمَا أَنَّ لَهُمَا أَجْرَيْنِ: أَجْرَ الْقَرَابَةِ وَأَجْرَ الصَّدَقَةِ {".
قَالَ الشَّيْخُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ: لَمْ تَخْتَلِفِ الرِّوَايَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ اسْمَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُود: زَيْنَبُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: اسمها ريطة، وَقِيلَ: رَائِطَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ. فَمِنَ الأَحَادِيثِ الَّتِي جَاءَتْ بِذَلِكَ: مَا أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمَصْرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عياض عن هشام ابن عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عن ريطة بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأُمِّ وَلَدِهِ وَكَانَتِ امْرَأَةً صَنَّاعًا وَلَيْسَ لِعَبْدِ الله بن مسعود مال، وكان تُنْفِقُ عَلَيْهِ وَعَلَى وَلَدِهِ مِنْ ثَمَنِ صَنْعَتِهَا، قَالَتْ: وَاللَّهِ لَقَدْ شَغَلَتَنِي أَنْتَ وَوَلَدُكَ عَنِ الصَّدَقَةِ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَتَصَدَّقَ مَعَكُمْ} قَالَ: فَمَا أُحِبُّ أَنْ لَمْ يَكُنْ لَكِ فِي ذَلِكَ أَجْرٌ أَنْ تَفْعَلِي {فَسَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هِيَ وَهُوَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي امْرَأَةٌ ذَاتُ صَنْعَةٍ أَبِيعُ مِنْهَا وَأَشْتَرِي، وَلا لِوَلَدِي وَلا لِزَوْجِي، فَشَغَلُونِي فَلا أَتَصَدَّقُ} فَهَلْ لِي فِي ذَلِكَ أَجْرٌ؟ فَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَكِ فِي ذَلِكَ أَجْرٌ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ فَأَنْفِقِي عَلَيْهِمْ! "
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الواعظ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَسْعُود الزبيري قَالَ: أخبرنا محمد بن عبد الحكم بإسناده مثله إلا أَنَّهُ قَالَ: عن عُبَيْد اللَّهِ بْن عبد الله عن ريطة.