قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا صَامَ فَنَامَ لَمْ يَأْكُلْ إِلَى مِثْلِهَا مِنَ الْقَابِلَةِ، وَإِنَّ قَيْسَ بْنَ صَرْمَةَ الْأَنْصَارِيَّ أَتَى امْرَأَتَهُ وَكَانَ صَائِمًا فَقَالَ: عِنْدَكِ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: لَعَلِّي أَذْهَبُ فَأَطْلُبُ {فَذَهَبَتْ، وَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ، فَجَاءَتْ فَقَالَتْ: خَيْبَةٌ لَكَ} فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَنَزَلَتْ: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرفث إلى نسائكم} إلى قوله: {من الفجر} - لَفْظُ أَبِي أَحْمَدَ.
وأمَّا من قَالَ: هُوَ أَبُو قيس بْن عَمْرو فأخبرنا الْحَسَن بْن عَلِيّ التَّمِيمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الملك قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْر قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق عن البراء بن عازب: أن أحدهم كَانَ إِذَا صام - فذكر الحديث، إلا أَنَّهُ قَالَ: فنزلت فِي أَبِي قيس بْن عَمْرو.
وأمَّا من قَالَ: صرمة بْن مَالِك فأخبرنا طلحة بْن عَلِيّ بْن الصقر قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ الواسطي قَالَ: أخبرنا جَعْفَر بْن مُحَمَّد المؤدب قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى: أن رجلًا من الأنصار يقال له: صرمة بن مالك كَانَ شيخًا كبيرًا، جاء إلى أهله عشاء وهو صائم، وكان إِذَا نام أحدهم قبل أن يطعم لم يأكل شيئًا إلى مثلها، والمرأة إِذَا نامت لم يكن لزوجها أن يقربها إلى مثلها {فلما جاء صرمة إلى أهله دعا بعشائه، فقيل لَهُ: أمهل حَتَّى نجعل لَكَ طعامًا سخنًا تفطر عَلَيْهِ} فوضع الشَّيْخ رأسه فنام {فجاءوا بطعامهم فَقَالَ: قد كنت نمت فلم يطعمه} فبات ليلته يتسلق ظهرًا لبطن! فلما أصبح أَتَى النَّبِِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فأخبره فنزلت الآية: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} فرخص لهم أن يأكلوا بالليل كُلِّه من أوله إلى آخره.