قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
اختلف فِي هَذَا القاتل، فقيل: هُوَ أسامة بْن زَيْد بن حارثة مَوْلَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقيل: هُوَ المقداد بْن عَمْرو المعروف بابن الأسود.
أما من قَالَ: هُوَ أسامة فَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ النَّجَّادُ قَالَ: قُرِئَ عَلَى يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو ظَبْيَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَى الْحَرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ - فَصَبَّحْنَا الْحَيَّ غُدْوَةً فَهَزَمْنَاهُمْ، وَابْتَدَرْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ رَجُلا مِنْهُمْ، فَلَمَّا غَشَيْنَاهُ قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَكَفَّ الْأَنْصَارِيُّ وَأَوْجَرْتُهُ الرُّمْحَ فَقَتَلْتُهُ {فَلَمَّا رَجَعْنَا إِلَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فحدثوه عن مسيرنا قال: فصبحنا الحي غدوة فهزمناهم، وابتدر رجل من الأنصار وأسامة رجلا منهم، فلما غشوه قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فكف الأنصاري وأوجره أسامة الرمح فقتله} فَنَظَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: " يَا أُسَامَةُ، أَقَتَلْتَ رَجُلا يَقُولُ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ؟ " قال: يا رسول الله، إنما كان متعوذا من السلاح {قال: " فكيف تصنع بلا إله إلا الله يوم القيامة؟ " قَالَ: فَمَا زَالَ يُكَرِّرُ ذَلِكَ حَتَّى وَدَدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أسلمت قبل يومئذ}