أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ
الْقَطِيعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْمُقْرِي قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَوْمًا قَاعِدٌ فِي أَصْحَابِهِ إِذْ ذَكَرَ حَدِيثًا فَقَالَ: " ذَاكَ أَوَانُ نَسْخِ الْقُرْآنِ {" فَقَالَ رَجُلٌ كَالأَعْرَابِيِّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نُسِخَ - أَوْ كَيْفَ يُنْسَخُ - الْقُرْآنُ؟ قَالَ: " يَذْهَبُ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهُ وَيَبْقَى رِجَالٌ كَأَنَّهُمْ مِنَ النَّعَامِ} " قَالَ: يَعْنِي خِفَّةَ الطَّيْرِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلا نُعَلَّمُهُ وَنُعَلِّمِهُ أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَضَرَبَ بِيَدِهِ خَلْفَ وَأَشَارَ حَمَّادٌ بِكَفِّهِ الْيُمْنَى عَلَى بَاطِنِ كَفِّهِ الْيُسْرَى: " قَدْ قَرَأَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى {".
قَالَ الشَّيْخُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ:
السَّائِلُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هُوَ صَفْوَان بْن عسال المرادي، أو زياد ابن لبيد الْأَنْصَارِيّ.
أما من قَالَ: هُوَ صَفْوَان فَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ ابن أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُشَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: حَضَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَلَى الْعِلْمِ قَبْلَ ذَهَابِهِ، فَقَالَ صفوان ابن عَسَّالٍ الْمُرَادِيُّ: فَكَيْفَ وَفِينَا كِتَابُ اللَّهِ نَتَعَلَّمُهُ وَنُعَلِّمُهُ أَبْنَاءَنَا وَيُعَلِّمُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ؟ قَالَ: فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَتَّى عُرِفَ ذَلِكَ فِيهِ " أَوَلَيْسَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ فِي يَدَيِ النَّصَارَى وَالْيَهُودِ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ حِينَ تركوا ما فيها} ".