قَالَ الشَّيْخُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ: اختلف فِي زوج فاطمة فقيل: هو عياش ابن أَبِي رَبِيعة المخزومي، وقيل: هُوَ أَبُو حَفْص بْن المغيرة.
أما من قَالَ: هُوَ عياش فَأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي بَكْرِ [بْنِ الْجَهْمِ] قَالَ: سَمِعْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ تَقُولُ: أَرْسَلَ إِلَيَّ زَوْجِي عَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ بِطَلاقِي ثَلاثًا. قَالَتْ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " كَمْ طَلَّقَكِ؟ " قُلْتُ: ثَلاثًا. قَالَ: " صَدَقَ لَيْسَتْ لَكِ نَفَقَةٌ، وَاعْتَدِّي فِي بَيْتِ ابْنِ عَمِّكِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ؛ فَإِنَّهُ ضَرِيرُ الْبَصَرِ تُلْقِينَ ثِيَابَكِ عَنْكِ، فَإِذَا مَضَتْ عِدَّتُكِ فَأْتِينِي " قَالَتْ: فَخَطَبَنِي خُطَّابٌ مِنْهُمْ مُعَاوِيَةُ وَأَبُو الْجَهْمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَرَجٌل خَفِيفُ الْحَالِ، وَأَبُو جَهْمٍ يَضْرِبُ النِّسَاءَ، وَلَكِنْ عَلَيْكِ بِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ " أَوْ قَالَ: " انْكِحِي أُسَامَةَ ".
قَالَ الشَّيْخ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - روى هَذَا الحديث شُعْبَة أيضًا عن أَبِي بَكْر بْن الجهم، فَقَالَ فِيهِ عن فاطمة: إن زوجها طلقها طلاقًا بائنا، وأنَّه أمر أبا حَفْص أن يعطيها رزقها، وهذا يدل عَلَى أن زوجها عياش كما ذكر عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مهدي عن سُفْيَان، وخالف فِي ذَلِكَ مُحَمَّد بْن كَثِيْر عن سُفْيَان فَقَالَ: كان زوجها أبا حَفْص بْن المغيرة، وبعث إليها بطلاقها مع عياش ابن أَبِي رَبِيعة. وروى ابْن شهاب الزُّهْرِيّ عن أَبِي سَلَمة بْن عَبْدِ الرَّحْمَن عن فاطمة: أن زوجها أَبُو حَفْص بْن المغيرة. وقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن زَيْد مَوْلَى الأسود بْن سُفْيَان عن أَبِي سَلَمة عن فاطمة: أن أبا عَمْرو بْن حَفْص طلقها.