يطلب الإنجليز تنفيذ المعاهدة إذا اقتضى ذلك صالحهم، ويعطلون تنفيذها إذا لم يكن لهم صالح في التنفيذ.

نحن لم نتعلم بعد:

وبالرغم من كل ما أصاب سياسة الاستجداء من فشل وإخفاق فلا زال زعماؤنا وكبراؤنا يحرصون على الاستجداء والسؤال، ويمدون يدهم لكل غاد ورائح من الإنجليز يسألونه إلحافًا، ويرهقونه استعطافًا، لا يصدهم عن ذلك إهمال، ولا يمنعهم عنه انتهار.

ولقد بلغ الهوان بحكومة مصر أنها ظلت من سنة 1945 حتى اليوم تتضرع إلى الإنجليز وتسألهم أن يتفضلوا عليها بتعديل معاهدة سنة 1936، والإنجليز صامتون لا يرقّون للمتضرعين، ولا يستجيبون للسائلين المحرومين الذين حرموا نعمة العقل ونعمة الدين.

إن معاهدة سنة 1936 قد نقضت، وأصبحت هشيمًا تذروه الرياح على أثر عقدها، أو على أكثر تقدير في فبراير سنة 1942 ولم ينقضها إلا الإنجليز فكيف يعتبر حكامنا المصريون هذه المعاهدة قائمة؟ ولماذا يريدون أن يقيموا من أنقاضها، ويعدلوا بنيانها؟ وما الذي يمنع الإنجليز لو عدلت من نقضها وعدم الاعتداد بها؟

إنه لخير لمصر أن لا يربطنا بالإنجليز عهد أبدًا، لنضعهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015