وغدت هذه الأحزاب تحضُّ الناس على اعتناق هذه العقيدة التي تُدْعَى (الليبراليَّة)، وما هي سوى تخاريف شيطانيَّة، ابتدعها فلاسفة من أوربا، حقيقةُ أمرِهم أنهم زنادقة لا يؤمنون برب معبود، ولا بيومٍ مشهود، ولا يدينون بشريعة إلهيّة يلتزمونها، ولا برسول يطاع ويُتَّبَع، وإنما غاية مرامهم، تزيين المنكرات، واتباع الشهوات، والكفر بخالق الأرض والسموات.
وأما هذه الأحزاب الضاَّلة فغاية مقصدها هدم الشريعة الإسلاميَّة وإلغاؤها بالكليَّة، أو عزلها من الحياة، وحصرها في المسجد والعبادات الشخصيَّة.
وهدف هذه الأحزاب هو إلحاق الأمة الإسلاميِّة، بمناهج الغرب المتهتِّك الضالِّ الملحد الكافر، وطمس معالم الأخلاق الإسلاميِّة، وصدّ الناس عن التمسُّك بتعاليم الكتاب العزيز، والسنة النبويِّة الشريفة، بدعوى اللّحاق بركب الحضارة المعاصرة، كأنَّ الحضارة لا تكون إلا بالكفر والإلحاد، أو التهتك والانحلال والفساد.