[المقدمة]

إن العالم الإسلامي حائر اليوم بين دين لا يسهل عليه العمل به والقيام بمطالبه لعادات نشأ عليها وحكومات أفسدته وتعليم أذابه وشهوات لا تتفق مع عقيدته ورسالته. وبين جاهلية لا ينشرح لها صدره لإيمان لا يزال له بقية فيه. وقومية عجنت مع الإسلام وحضارة تخمرت مع الدين.

إن العالم الإسلامي حائر بين شعوب مسلمة بسيطة في عقليتها ودينها وحكومات لم تنشرح صدور رجالها لهذا الدين ولم تطاوعهم نفوسهم على العمل به، ولكنهم يصرون على أن يحكموا هذه الشعوب التي تؤمن بهذا الدين، ولا يرون حياتهم وشرفهم إلا في البقاء في الحكومة، ولا يرون لهم محلا في الحياة إلا الزعامة والحكومة، ولا موضعا في العالم إلا المجتمع الإسلامي الذي ولدوا ونشأوا فيه، فالشعوب في تعب منهم وهم منها في بلاء وعناء.

إن العالم الإسلامي حائر بين فطرته التي تنزعه إلى الدين وتاريخه الذي يدفعه إلى الإيمان والجهاد، والكتاب الذي يقبل به على الآخرة ويبعث في نفسه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015