أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون} (يونس) وإذا كان هذا شأن الدعوة بعد ما أعطاها الأنبياء كل ما عندهم فكيف بها إذا أعطيناها بعض ما عندنا وكانت الدعوة تملك عليهم عقولهم ومشاعرهم وتملك عليهم تفكيرهم وصحتهم فما زال القرآن يسلي النبي صلى الله عليه وسلم ويقول له {فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا} (الكهف).
5 - ومن مزايا الأنبياء عليهم السلام ومن كان على طريقهم في الدعوة إلى الله أن هذه الدعوة إلى الله وإلى الدار الآخرة تسري في حياتهم كما يسري الماء في عروق الشجر والكهرباء في الأسلاك وتظهر في أخلاقهم وعباداتهم فترق قلوبهم وتخشع نفوسهم وتزداد رغبتهم في العبادة ويشتد اهتمامهم بها وحرصهم عليها وإبقاؤهم لحقوقها فعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه فقيل له قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال «أفلا أكون عبدا شكورا» وعن عائشة رضي الله عنها قالت قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية من القرآن ليلة، والآية هي {إن تعذبهم