وأمراؤها من قبل فقد ورثوا الامبراطوريتين الفارسية والرومية وجمعوا بين موارد دولتين فإذا كان كسرى يترفه بموارد فارس فقط وإذا كان هرقل يبذخ بموارد الروم فقط فهذا عمر بن الخطاب يمكنه أن يترف بموارد الامبراطوريتين ويبذخ بذخا لم يبذخه أحدهما.

كان له ولأصحابه كل ذلك بكل سهولة ولكنهم سمعوا القرآن يقول {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين} وكأنهم يسمعون نبيهم صلى الله عليه وسلم يقول قبل وفاته لا الفقر أخشى عليكم ولكن أخاف أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم فهتفوا عن آخرهم قائلين «اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فإغفر للأنصار والمهاجرة».

وهكذا حافظوا على روح الدعوة الإسلامية وسيرة الأنبياء والمرسلين وعاشوا في الحكومة كرجال الدعوة وفي الدنيا كرجال الأخرى وملكوا أنفسهم في هذا التيار الجارف الذي مال قبلهم بالمدنيات والحكومات والشعوب والأمم ومال بالمبادئ والأخلاق والعلوم والحكم.

مازال الناس يعدون اقتحام المسلمين دجلة بخيلهم وجندهم تحت قيادة سعد بن أبي وقاص ووصولهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015