ومكافحة الأمية والجهل أو محاربة البطالة والتعطل، أو معالجة عيوب اجتماعية أو خلقيه، إلى غير ذلك مما يقوم له الدعاة المصلحون في أوروبا وفي الشرق وإنما هي دعوة الإسلام التي تشمل العقيدة والأخلاق والأعمال والعبادة والسلوك الفردي والاجتماعي، وتتناول العقل والقلب والروح والجسم، وتعتمد على تغير عميق في القلب والنفسية والعقيدة والعقلية وتنبع من القلب قبل أن تنبع من قلم أو صحيفة أو كتاب أو منصة خطاب وتنفذ على جسم الداعي وحياته قبل أن يطالب بتنفيذها على المجتمع والأمة ..
هذه الدعوة كانت جديرة في الحقيقة بالأنبياء ومواهبهم وقواهم ورسالتهم وإيمانهم وجهادهم وثباتهم وفقههم وحكمتهم وإخلاصهم، ولكنها ليست خاصة بالأنبياء بل هي دعوة خلفائهم وأتباعهم كذلك، ودعوة كل عصر ومصر .. وحاجة الانسانية كلها والعصور كلها .. فلابد أن تجدد في كل زمان وفي كل محيط. وتكون على أساس دعوتهم مطابقة لسيرتهم .. مقتبسة من مشكاتهم، فلنرجع إلى هذا المصدر، ولندرسه دراسة عميقة ..
وإذا تتبعنا سيرة الأنبياء عليهم السلام في دعوتهم رأينا جوانب كثيرة تمتاز بها سيرتهم وتقوم عليها