21- الإسرائيليات في إفساد بني إسرائيل:

ومن الإسرائيليات في كتب التفسير: ما يذكره بعض المفسرين عند قوله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا، فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا، ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا، إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا، عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} [الإسراء: الآيات من 4-8] .

وليس من قصدنا هنا: تحقيق مَرَّتَىْ إفسادهم، ومن سلط عليهم في كلتا المرتين، فلذلك موضع آخر1.

وإنما الذي يتصل ببحثي: بيان ما روي من الإسرائيليات في هاتين المرتين، واسم من سلط عليهم، وصفته وكيف كان، وإلام صار أمره، وقد كانت معظم الروايات في بيان العباد ذوي البأس الشديد الذين سلطوا عليهم تدور حول "بختنصر" البابلي، وقد أحاطوه بهالة من العجائب، والغرائب، والمبالغات التي لا تصدق، وقد أخرج هذه الروايات ابن جرير في تفسيره، وأكثر منها جدا2، وابن أبي حاتم والبغوي3، وغيرهم عن ابن عباس،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015