ولا سيما فيما يدرك بطلانه وكذبه بالعقل والنظر، لا بنقد الأسانيد، والتعديل، والتجريح؛ لأنه لم يكن من أئمة الحديث، ونقاده المميزين بين صحيحه وضعيفه.
وذلك مثل ما فعل في تزييف قصة هاروت وماروت1، وما روي في قصة يوسف عليه السلام وهَمِّهِ والبرهانِ الذي رآه2، وقصة داود عليه السلام وزوجة أوريا3، وقصة سليمان عليه السلام4، وما روي في سبب فتنة أيوب، على ما ذكره الزمخشري5، وإن كان وافق على بلائه، على ما روي، وذكر في ذلك حديثا عن النبي، وأنه تساقط لحمه.
ولم يسلم تفسير أبي حيان من الإسرائيليات، والروايات الموضوعة المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم أو على الصحابة، وذلك مثل ما ذكره في حجر موسى، وعلى أي هيئة كان، وما ذكره من الحديث المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم في أسماء الكواكب الاثني عشر التي رآها يوسف عليه السلام، وكذا وقع فيما وقع فيه الزمخشري وغيره: في ذكر الروايات الباطلة في قصة إرم ذات العماد6. مهما يكن من شيء فتفسير أبي حبان من التفاسير المتحفظة، والمقلة في ذكر الإسرائيليات والموضوعات، فرحمه الله، وأثابه.