قلوبهم الرعب فانهزموا، فلقوا أعرابياً فجعلوا له جعلاً، وقالوا له: إن لقيت محمداً؛ فأخبره بما قد جمعنا لهم، فأخبر الله -عزّ وجلّ- رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فطلبهم حتى بلغ حمراء الأسد؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- في ذلك، فذكر أبا سفيان حيث أراد أن يرجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وما قُذف في قلبه من الرعب؛ فقال: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ} (?). [ضعيف جداً]

{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153)}.

* عن الضحاك؛ قال: إن نبي الله أمر يوم أحد طائفة من المسلمين؛ فقال: كونوا مسلحة للناس بمنزلة أمرهم أن يثبتوا بها، وأمرهم أن لا يبرحوا مكانهم حتى يأذن لهم، فلما لقي نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد أبا سفيان ومن معه من المشركين؛ هزمهم نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأى المسلحة أن الله -عزّ وجلّ- هزم المشركين؛ انطلق بعضهم وهم يتنادون: الغنيمة الغنيمة! لا تفتكم، وثبت بعضهم مكانهم، وقالوا: لا نريم موضعنا؛ حتى يأذن لنا نبي الله - صلى الله عليه وسلم -؛ ففي ذلك نزل: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}، فكان ابن مسعود يقول: ما شعرت أن أحداً من أصحاب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015