وأصل جهلهم شبهات عقلية حصلت لرؤوسهم في قصور من معرفة المنقول الصحيح والمعقول الصريح الموافق له، فكان هذا خطابنا.
فلهذا لم يقابل جهله وافتراؤه بالتكفير بمثله، كما لو شهد شخص بالزور على شخص، أو قذفه بالفاحشة كذباً عليه لم يكن له أن يشهد عليه بالزور ولا أن يقذفه بالفاحشة.
وقد كفانا ذلك شيخه وغيره من الناس، فبيّنوا من ضلاله وجهله ما (?) ذكروه وذموه وعابوه وتنقصوه (?) به كما هو معروف عن شيخه الجزري وغيره من أهل العلم.
والمقصود هنا أن قوله: (ومن خص الرسول أو الملائكة بنفي خاص يفهم منه طرح رتبتهم وعدم صلاحيتهم فقد تنقصهم (?) بعبارته) فهي كلمة حق أريد بها باطل (?).
ونحن نقول بموجب هذا الكلام وهو معناه الصحيح فإن من نفى ما يستحقونه من [الرتبة] (?) وما يصلحون له من الأسباب فهو مفتر كذاب، لكن الشأن [ليس] (?) المنفي هو من هذا الباب، ولو لم تقابل دعواه إلا بالمنع