ترى أي هذين الرأسين يكون هذا الرأس فبكى ذو القرنين بكاء شديداً وضمه إلى صدره وقال له إن رغبت في صحبتي فإنني أسلِّم إليك وزارتي وأقاسمك مملكتي فقال هيهات ما ليفي ذلك رغبة فقال لم قال لأن جميع الخلق كلهم أعداؤك بسبب المال والمملكة وجميعهم أصدقائي بسبب القناعة والصعلكة ولله در القائل:
دليلك أن الفقر خير من الغنى ... وإن قليل المال خير من المثرى
لقاؤك عبداً قد عصى الله بالغنى ... ولم تلق عبداً قد عصى الله بالفقر