المبحث التاسع والعشرون مخاطبة القبر للميت

المبحثُ التاسع والعشرون

مخاطبة القبر للميت

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ , قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مُصَلاَّهُ , فَرَأَى نَاسًا كَأَنَّهُمْ يَكْتَشِرُونَ , قَالَ: أَمَا إِنَّكُمْ لَوْ أَكْثَرْتُمْ ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ لَشَغَلَكُمْ عَمَّا أَرَى , فَأَكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ , الْمَوْتِ , فَإِنَّهُ لَمْ يَأْتِ عَلَى الْقَبْرِ يَوْمٌ إِلاَّ تَكَلَّمَ فِيهِ، فَيَقُولُ: أَنَا بَيْتُ الْغُرْبَةِ , وَأَنَا بَيْتُ الْوَحْدَةِ , وَأَنَا بَيْتُ التُّرَابِ , وَأَنَا بَيْتُ الدُّودِ , فَإِذَا دُفِنَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ , قَالَ لَهُ الْقَبْرُ: مَرْحَبًا وَأَهْلاً , أَمَا إِنْ كُنْتَ لأَحَبَّ مَنْ يَمْشِي عَلَى ظَهْرِي إِلَيَّ , فَإِذْ وُلِّيتُكَ الْيَوْمَ وَصِرْتَ إِلَيَّ , فَسَتَرَى صَنِيعِي بِكَ , قَالَ: فَيَتَّسِعُ لَهُ مَدَّ بَصَرَهِ , وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ , وَإِذَا دُفِنَ الْعَبْدُ الْفَاجِرُ , أَوِ الْكَافِرُ , قَالَ لَهُ الْقَبْرُ: لاَ مَرْحَبًا وَلاَ أَهْلاً , أَمَا إِنْ كُنْتَ لأَبْغَضَ مَنْ يَمْشِي عَلَى ظَهْرِي إِلَيَّ , فَإِذْ وُلِّيتُكَ الْيَوْمَ وَصِرْتَ إِلَيَّ , فَسَتَرَى صَنِيعِي بِكَ , قَالَ: فَيَلْتَئِمُ عَلَيْهِ حَتَّى تَلْتَقِيَ عَلَيْهِ، وَتَخْتَلِفَ أَضْلاَعُهُ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِأَصَابِعِهِ , فَأَدْخَلَ بَعْضَهَا فِي جَوْفِ بَعْضٍ , قَالَ: وَيُقَيِّضُ اللهُ لَهُ سَبْعِينَ تِنِّينًا , لَوْ أَنَّ وَاحِدًا مِنْهَا نَفَخَ فِي الأَرْضِ، مَا أَنْبَتَتْ شَيْئًا مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا , فَيَنْهَشْنَهُ وَيَخْدِشْنَهُ , حَتَّى يُفْضَى بِهِ إِلَى الْحِسَابِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّمَا الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ , أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ. أخرجه الترمذي (?)

وفي فيض القدير (1598) (أما إنكم) قال ابن مالك في شرح الكافية: يجوز كسر إن بعد أما مقصوداً بها معنى ألا الاستفتاحية وإن قصد بها معنى حقاً فتحت انتهى والمعنى أيها الناس الذين جلستم عند مصلانا تكشرون أي تضحكون (لو أكثرتم ذكر هاذم اللذات لشغلكم عما أرى) من الكشر وهو ظهور الأسنان للضحك (الموت) بجره عطف بيان ورفعه خبر مبتدأ محذوف ونصبه بتقدير أعني (فأكثروا ذكر هاذم اللذات) الموت (فإنه لم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015