وشعائره فيه عذاب معنوي للمستضعف، وإن سلم من العذاب الحسي، والظاهر أن النجاشي قد كتم إسلامه عن الحبشة حتى لا يعزلوه، واستطاع بذلك أن يحمي المسلمين، وأن يشجع نشر الإسلام بين الحبشة تدريجيًا دون استخدام للعنف أو القهر، ولكن اللَّه تعالى لم يمهله حتى يتم ذلك الأمر (?)، ولذا فقد قال لمبعوث الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-: (ولكن أعواني من الحبشة قليل فأنظرني حتى أكثر الأعوان والين القلوب) (?)، حتى أنه خفي على بعض المسلمين إسلام النجاشي، ولهذا لما مات -رضي اللَّه عنه- نعاه الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- ودعا الناس إلى المصلى للصلاة عليه، فعن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-: (أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نَعَى النَّجَاشِيَّ في اليوم الذي مات فيه، خرج إلى المُصلى فصف بهم وكبر أربعًا) (?)، وعن جابر -رضي اللَّه عنه- قال: قال -صلى اللَّه عليه وسلم- حين مات النَّجَاشِيُّ: (مات اليوم رجل صالحٌ فقوموا فصلوا على أخيكم أَصْحَمَةَ (?)) (?).