النوع الثانى: الاستضعاف الكلي:
وهو الذي لا يمكن معه إظهار الإسلام وشعائره وتطبيقها، إما كلها أو معظمها.
ومن أمثلة الاستضعاف الكلي حال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- والصحابة رضوان اللَّه عليهم في مكة لاسيما في المرحلة السرية من الدعوة، ويصف تلك المرحلة عبد اللَّه بن مسعود -رضي اللَّه عنه- بقوله: (واللَّه ما استطعنا أن نصلي عند الكعبة ظاهرين حتى أسلم عمر) (?)، وعنه -رضي اللَّه عنه- قال: (إن إسلام عمر كان فتحا، وإن هجرته كانت نصرا، وإن إمارته كانت رحمة، واللَّه ما استطعنا أن نصلي عند الكعبة ظاهرين حتى أسلم عمر) (?)، وفي رواية: (مَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ) (?) "أي: لما كان فيه من الجلد والقوة في أمر اللَّه" (?)، فقد كان -صلى اللَّه عليه وسلم- يصلي مختفيا هو ومن أسلم معه في دار الأرقم (?)، حتى أسلم عمر -رضي اللَّه عنه- فأصبح المسلمين يصلون جهارًا