نصف الكيلو، فإن الحجر الأول يصل إلى الأرض في نصف المدة التي يستغرقها الحجر الثاني، وهذا قد ثبت بطلانه كما هو معروف في علوم الطبيعة والرياضيات من قانون الثقل النوعي ومقاومة الماء والهواء للأجسام.

وهذا لا يعيب أرسطو، كما لا يعيب بعض مفكري الإسلام إذا وقعوا في أخطاء، فإذا أخذ المستشرقون على العرب أخطاء ومآخذ، فهذا شيء لم تخل منه أمة من الأمم حتى تخلو منه الأمة العربية، وأما إذا كانت مآخذ المستشرقين على الثقافة العربية بهدف إنكار أصالتها وسلب فضلها على مسار الحضارة الإنسانية، فمن واجبنا أن نكشف النقاب عن جهود علمائنا وعن فضل الثقافة العربية على النهضة الحديثة، وسوف تكون هذه الدعاوى التي وجهها المستشرقون إلى الثقافة العربية هي مدخلنا إلى توضيح ما للفكر الإسلامي من أصالة وما له من دور هام في حمل لواء الحضارة الإنساية في وقت كانت أوروبا منغمسة في جهالة القرون الوسطى مكبلة بقيود التقليد الأعمى للحضارات السابقة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015