الاحتواء السياسى

4- الاحتواء السياسي:

بعد حركة التحرير التي سادت شعوب المنطقة العربية حرص الاستعمار على أن يكون له بين هذه الشعوب من يتولى تنفيذ مخططه والقيام على شؤون مصالحه، فعين في سفارته وقنصلياته مستشارين لهم من ذوة الخبرة والمعرفة بشؤون الشرق وعلومه، وكان المستشرقون من أهم العناصر التي قامت بهذه المهمة وكان نشاطهم السياسي ملحوظا في جميع البلاد التي عملوا بها وكان من أهم أعمالهم أن اتصلوا بكثير من المشتغلين بالثقافة والتعليم والإعلام في هذه المنطقة؛ ليشكلوا منهم ما يمكن أن نسميه بالطابور الخامس؛ ليتولى نيابة عنهم نشر الأفكار التي يرغبون في إشاعتها بين الشعوب العربية كالقوميات وإحلال العامية بدلا من الفصحى، ومثالية النموذج الأوربي ووجوب الأخذ به ... إلخ، وكثيرا ما كانت تقع الاضطرابات السياسية والانقلابات العسكرية، وكثيرا ما كانت تتغير المناهج الدراسية والبرامج الثقافية في كثير من البلاد؛ استجابة لمصالح الغرب، وتلبية لرغبة هؤلاء العملاء في البلاد الإسلامية، خاصة إذا عرفنا أن هذه الشخصيات كانت تتولى مناصب قيادية في أجهزة الحكم في بلادهم وبالذات في المجالات الثقافية والإعلامية والتربوية، وهذا لم يسلم منه بلد إسلامي تقريبا ولا يغيب عن الذهن ما فعله كرومر ودانلوب في المنطقة العربية في مطلع هذا القرن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015