به "هانوتو" وزيادة؛ حيث وصف الرسول والإسلام بصفات يخجل القلم عن تسطيرها.
ب- إذا أضفنا إلى ذلك أن أول من اشتغل بعلوم الشرق بحثا ودراسة كان راهبا وقسيسا ثم بابا لروما فيما بعد، كما أن معظم المشتغلين بعلوم الشرق قديما وحديثا، معظمهم من رجال الكهنوت المسيحي واليهودي، ولا يمكن أن نتصور هؤلاء مجردين عن عواطفهم الدينية، بل إنهم كانوا مدفوعين إلى هذا اللون من الدراسة بدافع الانتصار لدينهم، إن هذه النوايا التي عبرت عنها نصوص أصحابها -وغيرها كثير- تجعلنا نثق في صدق سيطرة السبب الديني وهيمنته على الأسباب الأخرى، ومن هنا فقد تنوعت الدراسات الإسلامية عند المستشرقين وتعددت اهتماماتهم بالإسلام وحضارته، فمن دارس للعقيدة وأصولها، وللفقه وأصوله، وللتاريخ وحضارته، وللقرآن وعلومه، وللحديث ورجاله، واللغة وآدابها، والرسول وغزواته وعلاقته بأهل الكتاب في المدينة، واتبعوا في ذلك منهجا نفسيا ركزوا خلاله على سر قوة المسلم ونقاط الضعف في العالم الإسلامي؛ ليسلبوا المسلم سر قوته؛ ليصبح بعد ذلك لقمة سهلة التناول في أيديهم، يشكلون عقيدته حسب أهوائهم الصليبية، وحسب مكرهم السياسي والمذهبي، ولقد أفصح بعضهم عن هذا الهدف في بعض المؤتمرات بقوله: " ... لا نريد أن نرسل إلى الشرق جنودا مسلحين وإنما نريد لهم رسلا مبشرين بالنصرانية".