وإن أثبتوا الإلهية لكل واحد من الثلاثة فإنهم حينئذ كالثنوية من المجوس الذين يقولون بأصلين قديمين مدبرين للعالم، حيث وضع ابن الأنباري استحالة ذلك وأن الله سبحانه وتعالى بين هذا الأمر بقوله جلّ وعلى:" ولعلا بعضهم على بعض" (المؤمنون، آية: 91) وقوله سبحانه وتعالى ""لو كان فيهما، ءالهة إلا الله لفسدتا" (الأنبياء، آية: 23) (?).
ب- إبطال الاتحاد والتجسد: بقصد بالإتحاد والتجسد: أن الأقنوم الثاني الابن قد صار جسداً لأجل بني الإنسان وتخليصهم من خطيئة أبيهم فاتخذ طبيعة البشر وحل بين الناس بصورة إنسان هو المسيح، فقبل الله اتخاذ الحالة البشرية والتقي الإنسان مباشرة بهذه الصورة (?)، حيث صار في السيد المسيح طبيعتان: طبيعة لا هوتية، التي هي طبيعة كلمة الله وروحه، وطبيعة ناسوتية التي اتخذت من مريم العذراء واتخذت (?) به قال الجعفري: ... وزعم النصارى أن ربهم عبارة عن لاهوت وناسوت واتحدا فصارا مسيحاً وكثيراً ما يقولون: اتحد اللاهوت بالناسوت، ويعبرون عن ذلك بالتأنس والتجسد (?) وكلام النصارى في دعوى اتحاد اللاهوت بالناسوت متناقض ومضطرب ولهذا يقال: لو اجتمع عشرة من النصارى لتفرقوا على أحد عشر قولا. بل إن الأمر بلغ في ذلك أن كل فرقة منهم تكفر الأخرى (?) ومن خلال ردود العلماء المسلمين على النصارى في فترة الحروب الصليبية، ناقشوا هذه العقيدة إما بشكل مستقل، أو ضمن مناقشتهم لقضايا أخرى كألوهية المسيح عليه السلام، أو نبوته لله، أو في ردهم لعقيدة التثليث وكان من إبطالهم لدعوى الاتحاد والتجسد ما يلي: