ومن طالع كتبهم وأناجيلهم وجد فيها من العجائب ما يقضي له بأن القوم تفرقت شرائعهم وأحكامهم، ونقولهم، .. وأن القوم لا يلتزمون مذهباً، والعجب أن أناجيلهم حكايات، وتواريخ ومجريات وكلام كفرة وكهنة (?). ثم أورد بعد ذلك خمسة عشرة مثالاً من تناقضات الأناجيل تدل على تغييرها وتبديلها وعدم الوثوق بشيء منها (?)، وهكذا من ومصادمة بعضها بعضا وإبراز العلماء المسلمين لاختلاف الأناجيل وتناقضها ومصادمة بعضها بعضا وإيراد الأمثلة على ذلك، إيضاح بما لا يدع مجالاً للشك لضعف ما بنى عليه النصارى عقائدهم الذي يعدونه أساس ديانتهم (?).
3 - مناقشة قولهم في المسيح عليه السلام: المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام بشر مخلوق ليس بإله ولا ابن إله، قال تعالى: "إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل" (الزخرف، آية: 59) وقال سبحانه وتعالى"ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل" (المائدة، آية 75). وما أدعى عليه السلام الربوبية ولا الألوهية، ولم يأمر أحداً باتخاذه إلهاً، بل إنه عبدالله ورسوله كما قال الله سبحانه فيما حكاه عنه: "ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم" (المائدة، آية: 117).
وقد عاش المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام يدعو إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده، وكان قدوة صالحة في ذلك قال تعالى: "قال إني عبدالله ءاتاني الكتاب وجعلني نبياً* وجعلني مباركاً، أين ما كنت وأوصاني بالصَّلاة والزكاة ما دمت حياً" (مريم، الآيتان: 30 – 31) ولما بلغ رسالة ربه وأراد به أعداؤه كيداً نجاه الله منهم، وذلك برفعه إليه قال الله تعالى: "إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك ومُطهُركَ" (آل عمران، آية: 55).