ففي صقلية مثلاً: وكانت السلطة والدولة للنصارى فيها بعد أن كانت للمسلمين - امتدت آثار الجهود الدعوية المختلفة إلى نصارى هذه البلاد فمنها على سبيل المثال تقليد بعضهم للمسلمين في اللباس والنظافة بل وصل الأمر بالبعض منهم إلى اعتناق الإسلام، فمما شاهده ابن جبير في حاضرة صقلية من ذلك قوله: .. وزي النصرانيات في هذه المدينة زي نساء المسلمين، فصيحات الألسن، ملتحفات منقبات (?) ومما يتصل بذلك انتشار بعض الأزياء الإسلامية في أوروبا في تلك الفترة والتي منها ما يحتفظ باسمه العربي إلى وقت الحاضر كأنواع من القمصان والمعاطف والعباءات وغيرها (?)، بل إن بعض القادة الأوروبيين كانوا يقلدون قادة المسلمين في اللباس وبعض العادات، كروجر الثاني وفريدريك الثاني في صقلية (?)، والفونسو السادس ملك قشتالة وغيرهم (?) ومن الشعائر الإسلامية التي تشبه النصارى بالمسلمين فيها كذلك غسل الميت خاصة في الممالك النصرانية بالأندلس (?)، ولذلك فإن بعض الكتاب الأوروبيين عّد الحروب الصليبية من أهم أسباب امتداد النفوذ الإسلامي في أوروبا واكتساحه الكامل آسيا الصغرى وبلاد الشام وقد كان قبل هذه الفترة جزء كبير من آسيا الصغرى ينتمي إلى الكنيسة اليونانية مع وجود بعض الدويلات النصرانية في الشام (?).