ش- أسلوب التعجب: وهو دهشة المتحدث واستغرابه في أمر ليس له تفسير في نفسه أو أن تفسيره غير متوقع لديه (?) وبعد إيراد الجعفري لبعض تناقض الإنجيل قال: فانظر رحمك الله ما أفسد هذا الكلام وأقربه من كلام المجانين (?) وفي السياق نفسه وفي موضع آخر قال: فانظر - رحمك الله - ما أقبل عقول هؤلاء القوم إلى الترهات التي تمجها الأسماع وتأباها الطباع (?)، وفي موضع آخر من السياق نفسه قال: ما أقبح هذا التكاذب وأوضح هذا التناقض (?). وهكذا في مواضع كثيرة وبعد تفنيد القرطبي لعقيدة الفداء لدى النصارى، وتهافت أدلتهم عليها ختم ذلك بقوله متعجباً من عقولهم الضعيفة التي قبلت مثل ذلك (?) ... قاتلكم الله ما أسخف عقولكم (?).
ر- أسلوب استخدام الشعر في تأدية بعض المعاني: وفي عصر الحروب الصليبية لم تخل ردود العلماء ومناقشاتهم مع النصارى من استخدام الشعر، فمن الأمثلة على ذلك قصيدة البوصيري في الرد على النصارى واليهود والتي مطلعها:
جاء المسيح من الإله رسولاً ... فأبى أقل العالمين عقولا
حيث ناقش فيها الكثير من عقائدهم وانتقدها مبيناً بطلانها وعدم اعتمادهم على دليل فيها (?)، ومن هذا القبيل أرجوزه لأبي طالب عبد الجبار المرواني تعرض فيها لبطلان ما عليه النصارى ومنها:
وصانع العالم فرد صمد ... والصنع لم يشركه فيه أحد
إلى قال:
وللنصارى القول في التثليث ... أفظع به من مذهب خبيث (?)