ثم إرساله الكتب والرسائل إلى الملوك والأمراء، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وإلى قيصر، وإلى النجاشي وإلى قيصر وإلى النجاشي وإلى كل جبار يدعوهم إلى الله تعالى (?).
- فعل الصحابة رضي الله عنهم بعده صلى الله عليه وسلم: فبعد وفاته صلى الله عليه وسلم واستلام أبي بكر رضي الله عنه الخلافة وبعد قضائه على فتنة الردة في السنة الحادية عشرة من الهجرة بدأ بالفتوحات الإسلامية نشراً للدعوة، حيث أرسل الجيوش إلى العراق ضد الدول الفارسية وإلى الشام ضد الروم، ثم متابعة ذلك من قبل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن بعده عثمان بن عفان رضي الله عنه، حيث امتدت الدولة الإسلامية من حدود الصين إلى طرابلس الغرب شرقاً وغرباً، ومن أرمينية إلى اليمن شمالاً وجنوباً ولما ارتضى سبحانه وتعالى دين الإسلام للثقلين الإنس والجن، وكانت الدعوة الإسلامية متوجهة كما سبق إيضاحه، لذلك ميّز جلّ وعلا هذا الدين لكي يصلح لهذه العالمية بمميزات أهمها:
1 - سلامته من التحريف بحفظ الكتاب والسنة: قال تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون" (الحجر، آية: 9).
2 - شموله الموضوعي والزماني والمكاني: والمقصود بالشمول الموضوعي أي وفاؤه بجميع حاجات الإنسان الاعتقادية والعملية قال سبحانه وتعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا، فمن اضُطرَّ في مخمصة غير متجانفٍ لا إثم فإن الله غفور رحيم" (المائدة، آية: 3) وقال: "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيءٍ" (النحل، آية: 89).
3 - الوسطية: قال تعالى: "وكذلك جعلناكم أمّة وسَطَاً" (البقرة، آية: 143).
4 - أنه دين الفطرة: فكل إنسان يولد مستعداً لقبول الإسلام مهيأ له قال صلى الله عليه وسلم: ما من مولد إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه.