تقادم العهد من أم الوليد بنا ... ... ... دهراً وصار أثاث البيت خرثيا
والإطلاق المشهور في العربية هو إطلاق الأثاث على متاع البيت مطلقاً. قال الفراء: لا واحد له. ويطلق الأثاث على المال أجمع: الإبل، والغنم، والعبيد، والمتاع. والواحد أثاثة. وتأثث فلان: إذا أصاب رياشاً، قاله الجوهري عن أبي زيد] (?).
[قوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {حَيْثُ أَتَى} حيث كلمة تدل على المكان، كما تدل حين على الزمان، ربما ضمنت معنى الشرط. فقوله: {وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} أي حيث توجه وسلك. وهذا أسلوب عربي معروف يقصد به التعميم، كقولهم: فلان متصف بكذا حيث سير، وأية سلك، وأينما كان. ومن هذا القبيل قول زهير:
بان الخليط ولم يأووا لمن تركوا ... ... وزودوك اشتياقاً أية سلكوا] (?).
[اعلم أن السحر يطلق في اللغة على كل شيء خفي سببه، ولطف، ودق، ولذلك تقول العرب في الشيء الشديد الخفاء: أخفى من السحر، ومنه قول مسلم بن الوليد الأنصاري: ...
جعلت علامات المودة بيننا ... ... ... مصائد لحظ من أخفى من السحر
فأعرف منها الوصل في لين طرفها ... وأعرف منها الهجر في النظر الشزر
ولهذا قيل لملاحة العينين: سحر؛ لأنها تصيب القلوب بسهامها في خفاء. ومنه قول المرأة التي شببت بنصر بن حجاج السلمي:
وانظر إلى السحر يجري في لواحظه ... وانظر إلى دعج في طرفه الساجي] (?).