من قول وعمل] (?).
[إطلاق الأمد على الغاية معروف في كلام العرب ومنه قول نابغة ذبيان:
إلا لمثلك أو من أنت سابقه ... ... سبق الجواد إذا استولى على الأمد] (?).
[الآية تطلق في اللغة العربية إطلاقين، وتطلق في القرآن العظيم إطلاقين أيضاً. أما إطلاقاها في اللغة الأول منهما أنها تطلق بمعنى العلامة، وهو الإطلاق المشهور، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ}، وقول عمر بن أبي ربيعة:
بآية ما قالت غداة لقيتها ... ... ... بمدفع أكنان أهذا المشهر
يعني أن قولها ذلك هو العلامة بينها وبين رسوله إليها المذكور في قوله قبله:
ألكني إليها بالسلام فإنه ... ... يشهر إلمامي بها وينكر
وقد جاء في شعر نابغة ذبيان وهو جاهلي تفسير الآية بالعلامة في قوله:
توهمت آيات لها فعرفتها ... ... ... لستة أعوام وذا العام سابع
ثم بين أن مراده بالآيات علامات الدار بقوله بعده:
رماد ككحل العين لأياً أبينه ... ونؤدي كجذم الحوض أثلم خاشع
وأما الثاني منهما فهو إطلاق الآية بمعنى الجماعة، يقولون: جاء القوم بآيتهم، أي بجماعتهم. ومنه قول برج بن مسهر أو غيره:
خرجنا من النقبين لاحى مثلنا ... ... ... بآياتنا لزجي اللقاح المطافلا
فقوله «بآياتنا» أي بجماعتنا.
وإما إطلاقاها في القرآن فالأول منهما إطلاقها على الآية الكونية القدرية، كقوله تعالى: {إِنَّ فِى خَلْقِ السموات وَالاٌّرْضِ وَاخْتِلَافِ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ لاّيَاتٍ لاٌّوْلِى