أي يرجع رماداً، وقيل: يصير، والمعنى واحد.] (?).
[قال بعض العلماء: المنون في الآية - أي قوله تعالى: {نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} - الموت، وإطلاق المنون على الموت معروف في كلام العرب، ومنه قول أبي الغول الطهوي:
هم منعوا حمى الوقبي بضرب ... ... يؤلف بين أشتات المنون
لأن الذين ماتوا عند ذلك الماء المسمى بالوقبا، جاءوا من جهات مختلفة، فجمع الموت بينهم في محل واحد، ولو ماتوا في بلادهم لكانت مناياهم في بلاد شتى.] (?).
[قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحَى}. اختلف العلماء في المراد بهذا النجم الذي أقسم الله به في هذه الآية الكريمة ... قال بعضهم: إن المراد به الثريا، وهو مروي عن ابن عباس وغيره، ولفظة النجم علم للثريا بالغلبة، فلا تكاد العرب تطلق لفظ النجم مجرداً إلا عليها، ومنه قول نابغة ذبيان:
أقول والنجم قد مالت أواخره ... ... ... إلى المغيب تثبت نظرة حار] (?).
[قوله تعالى: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالاٍّنثَى مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى}. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه خلق الزوجين أي النوعين الذكر، والأنثى من نطفة، وهي نطفة المني إذا تمنى أي تصب وتراق في الرحم، على أصح القولين.
ويدل قوله تعالى: {أَفَرَءَيْتُمْ مَّا تُمْنُون َأَءَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَم نَحْنُ الْخَالِقُونَ} وقوله تعالى: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِىٍّ يُمْنَى}.