لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، مباركاً عليه، كما يحب ربنا ويرضى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكاً أيهم يصعد بها؟ " وأخرج أبو داود (?) والنسائي (?) نفس الروايتين معاً.
قال الحافظ في الفتح: (2/ 238): واستدل به على جواز إحداث ذكر في الصلاة غير مأثور إذا كان غير مخالف للمأثور، وعلى جواز رفع الصوت بالذكر ما لم يشوش على من معه، وعلى أن العاطس في الصلاة يحمد الله بغير كراهة، وأن المتلبس بالصلاة لا يتعين عليه تشميت العاطس، وعلى تطويل الاعتدال بالذكر.
أقول: الزيادة على: اللهم ربنا ولك الحمد، حين الاعتدال من الركوع تسن عند الشافعية والحنابلة وعند الحنفية للمنفرد، أما الإمام فيلحظ استعداد المصلين للتطويل، فلا يطيل ولو ظن أن هنا واحداً على عجل.
1094 - * روى مسلم عن ابن عباس، قال: "كشف النبي صلى الله عليه وسلم الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر، فقال: "أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له، ألا إني نهيت أن أقرأ راكعاً أو ساجداً. فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم". هذا حديث عبد الجبار.
أقول: يندب الدعاء في السجود عند المالكية في الفريضة والنافلة، والحنفية يحملون ما ورد في الندب إلى الدعاء في السجود على النافلة.
1095 - * روى الطبراني عن عبد الله بن زياد الأسدي أنه سمع عبد الله بن مسعود يقول وهو راكع لا حول ولا قوة إلا بالله.