الخامسة: التنبيه على شدة رغبة الصحابة في العبادة وطلبهم الازدياد من الخير.
السادسة: مشروعية الغضب عند مخالفة الأمر الشرعي، والإنكار على الحاذق المتأهل لفهم المعنى إذا قصر في الفهم تحريضاً له على التيقظ.
السابعة: جواز تحدث المرء بما فيه من الفضل بحسب الحاجة لذلك عند الأمن من المباهاة والتعاظم.
الثامنة: بيان أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم الكمال الإنساني، لأنه منحصر في الحكمتين العلمية والعملية، وقد أشار إلى الأولى بقوله: "أعلمكم" وإلى الثانية بقوله: "أتقاكم".
5164 - * روى البخاري عن أبي جُحيفة: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء مُبتذلة فقال لها: ما شأنكُ؟ فقالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاماً فقال: كل فإني صائم، قال: ما أنا بآكلٍ حتى تأكل، فأكل فلما كان الليلُّ ذهب أبو الدرداء يقوم فقال: نم ثم ذهب يقوم فقال: نمْ، فلما كان منآخر الليل قال سلمان: قم الآن، فصليا فقال له سلمان: إن لربك عليك حقاً وإن لنفسك عليك حقاً وإن لأهلك عليك حقاً فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال: "صدق سلمانُ".
5165 - * روى البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما) قال: أُخبرَ رسول الله صلى الهل عليه وسلم: أني أقول: والله لأصُمن النهار، ولأقومن الليل ما عشت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنت الذي تقول ذلك؟ " فقلت له: قد قلته، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال: "فإنك لا تستطيع ذلك، فصُم وأفطر، ونم، وقم، وصم من الشهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر"، قلت: إني أطيق أفضل من ذلك، قال: "فصم يوماً وأفطر يومين"، قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك، قال: "فصم يوماً وأفطر يوماً، فذلك صيام داود عليه السلام، وهو أعدل الصيام"- وفي رواية: أفضل الصيام - قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا أفضل من ذلك" (1).