مقدمة

بعد أن عرضنا العبادات الرئيسية فيما مرَّ؛ رأينا أن نختم هذا القسم بهذين الفصلين، فإن العبادات في الإسلام بمعناها الأهم أوسع من هذا الذي ذكرناه فأحببنا أن نلفت النظر إلى خيرات أخرى تدخل في دائرة العبادة، ثم إن هذه الخيرات والخيرات التي مرت معنا في هذا القسم لابد من المسارعة والمبادرة إليها اغتناماً للوقت واستباقاً للموت، واستنفاذاً للوسع، واستفادة من الصحة والشباب، أو القوة والعافية، ولذلك وجدنا من المصلحة أن نذكر النصوص في ذلك، ولأن الإنسان في الغالب يقع في دائرتي الإفراط والتفريط، والتقصير والغلو.

وإذا كانت المبادرة إلى الخيرات والمسارعة إليها تنقذ من التفريط والتقصير فقد أصبح من المناسب أن نذكر فصل الاقتصاد في العمال من أجل الإنقاذ من الإفراط والغلو، وهذا يوصلنا إلى ضرورة التوازن في السلوك والعمل، ولا توازن حيث يفرط باجب من أجل واجب آخر، أو حيث تستغرقنا النوافل عن الفرائض فكان من لوازم أبحاث هذا القسم أن نتعرض لمثل هذه الأمور، وتلك موضوعات فصلي هذه الخاتمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015