5008 - * روى أبو داود عن كعب بن مالك: أن كعب بن الأشرف، كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم ويحرض عليه كُفار قريش فكان صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة وفيها مشركون يعبدون الأوثان، واليهود يؤذونه صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأمره الله تعالى بالصبر والعفو ففيهم نزل {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} فأبى كعبُ بن الأشرف أن ينزع عن أذى النبي صلى الله عليه وسلم فأمر صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذٍ أن يبعث إليه من يقتله فقتله محمد بن مسلمة وذكر قصة قتله فلما قتلوه فزعت اليهود والمشركون فغدوا إليه صلى الله عليه وسلم وقالوا: طُرِقَ صاحبنا وقُتل، فذكر لهم صلى الله عليه وسلم الذي كان يقول ثم دعاهم إلى أن يكتب بينهُ وبينهم كتاباً ينتهون إلى ما فيه فكتب بينه وبينهم وبين المسلمين عامة صحيفةً.
5009 - * روى أبو داود عن ابن عمر "أتى النبي صلى الله عليه وسلم أهل خيبر فقاتلهم حتى: ألجأهم إلى قصرهم وغلبهم على الأرض والزرع والنخل فصالحوه على أن يجلوا منها ولهم ما حملت ركابهم ولرسول الله صلى الله عليه وسلم الصفراء والبيضاء والحلقة وهي السلاح ويخرجون منها، واشترط عليهم أن لا يكتموا ولا يغيبوا شيئاً فإن فعلوا فلا ذمة لهم ولا عهد، فغيبوا مسكاً فيه مالٌ وحُلي لحيي بن أخطب كان احتمله معه إلى خيبر حين أجليت النضير فقال صلى الله عليه وسلم لعم حيي واسمه سعيةُ: ما فعل مسكُ حيي الذي جاء به من بني النضير؟ قال: أذهبته النفقات والحروب فقال: العهد قريب والمال أكثر من ذلك وقد كان حيي قُتل قبل ذلك فدفع صلى الله عليه وسلم سعيةَ إلى الزبير فمسهُ بعذاب فقال (1): قد رأيت حيياً يطوف في خربةٍ ههنا