عنهما بعرفاتٍ، فقال: مالي لا أسمعُ الناس يلبون؟ قلت: يخافون من معاوية، فخرج ابن عباس من فُسطاطه، فقال: لبيك اللهم لبيك، فإنهم قد تركوا السُّنَّة عن بُغْضِ عليِّ".

أقول: الظاهر أنه من المشهور أن مذهب علي: التلبية في عرفات وهو السنة، وكان الأمويون يرغبون عن مذهب علي للصراع الذي جرى بينهم وبينه، وقد أنكر ابن عباس أن يكون أثر للصراع السياسي في ترك سنة، ولذلك جهر بالتلبية ليبين للناس سنيتها.

4465 - * روى الشيخان عن محمد بن أبي بكر الثقفي (رحمه الله) قال: "سألتُ أنس بن مالكٍ، ونحنُ غاديان من منى إلى عرفاتٍ عن التلبية: كيف كنتم تصنعون مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: كان يُلبي المُلبي، فلا يُنكرُ عليه ويكبر المكبر فلا ينكر عليه".

وفي رواية (?) قال: "قلت لأنسٍ - غداة عرفة -: ما تقول في التلبية هذا اليوم؟ قال: سِرْتُ هذا المسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فمنا المُكبرُ، ومنا المهللُ، لا يعيبُ أحدنا على صاحبه".

4466 - * روى ابن خزيمة عن الفضل بن عباس، قال: "كنتُ ردفَ النبي صلى الله عليه وسلم فلم يزل يُلبي حتى رمى جمرة العقبة: رماها بسبع حصيات يكبرُ مع كل حصاةٍ".

- الوقوف بعرفة:

4467 - * روى الجماعة إلا الموطأ عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: "كانت قريشٌ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015