ولا بيضاء إلا قسمته، قلت: إن صاحبيك لم يفعلا، فقال: هما المران أقتدي بهما" وفي رواية (?): "إلا قسمتها بين المسلمين، فقلت: ما أنت بفاعل، قال: لم يفعله صاحباك، قال: هما المرآن يقتدى بهما".
قوله (لقد هممت أن لا أدع فيه صفراء ولا بيضاء إلا قسمته): المراد بذلك ما كان يهدى إلى الكعبة من حلي وغيرها تعظيماً فيدخر فيها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يريد إنفاق هذا الكنز كما في حديث عائشة عند مسلم: (لولا أن قومك حديث عهد بكفر لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله)، ففيه دلالة أنه لم ينفقه رعاية لقلوب قريش لا أنه وقف لا يجوز صرفه في غير الحرم، ثم تورع عمر عن إنفاقها تمسكاً بما مات عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه. انظر (الفتح 3/ 456 - 457).
3994 - * روى الطبراني في الكبير عن جبير بن مطعم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعثمان بن طلحة حين دفع إليه مفتاح الكعبة: "هاؤم غيبه قال: "فلذلك تغيب المفتاح".
3995 - * روى مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة، فمررنا بواد فقال: أي واد هذا؟ فقالوا: وادي الأزرق، فقال: كأني أنظر إلى موسى عليه السلام- فذكر من لونه وشعره شيئاً لم يحفظه داود- واضعاً إصبعيه في أذنيه له جؤار إلى الله تعالى بالتلبية ماراً بهذا الوادي، قال: ثم سرنا حتى أتينا على ثنية فقال: أي ثنية هذه؟ قالوا: هرشى أو لفت، فقال: كأني أنظر إلى يونس على ناقة حمراء عليه جبة صوف، خطام ناقته ليف (خلبة) ماراً بهذا الوادي ملبياً".