ليلة القدر، فقال: رحمه الله، أراد أن لا يتكل الناس، أما إنه قد علم أنها في رمضان، وأنها في العشر الأواخر، ثم حلف- لا يستثني- أنها ليلة سبع وعشرين، فقلت: بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر؟ فقال: بالعلامة- أو بالآية- التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنها تطلع الشمس يومئذ، لا شعاع لها".

وفي رواية (?) أبي داود مثل الثانية ونحوها، وفيها قال: "قلت: يا أبا المنذر، أنى علمت ذاك؟ قال: بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قلت لزر: ما الآية؟ قال: تصبح الشمس صبيحة تلك الليلة مثل الطست، ليس لها شعاع حتى ترتفع".

وفي رواية الترمذي (?) نحوها، وله في أخرى (?) قال: قلت لأبي بن كعب: "أنى علمت أبا المنذر أنها ليلة سبع وعشرين؟ قال: بلى، أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنها ليلة صبيحتها الشمس ليس لها شعاع، فعددنا وحفظنا، والله لقد علم ابن مسعود: أنها في رمضان، وأنها ليلة سبع وعشرين، ولكن كره أن يخبركم فتتكلوا".

أقول: عندما تكون السماء صافية ليس دون الشمس سحاب فإنها ترى صبيحة ليلة القدر كما وصفت بالحديث. وللناس تعليلات لذلك والمشاهدة والتتبع يقضيان بذلك، ولا نحب أن نعلل لهذه الظاهرة ما دام النص ساكتاً عن التعليل.

3935 - * روى أبو داود عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر قال: "ليلة سبع وعشرين".

قال الحافظ في (الفتح 4/ 262): وقد روى أحمد من طريق سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: أتيت وأنا نائم، فقيل لي: الليلة ليلة القدر، فقمت وأنا ناعس، فتعلقت ببعض أطناب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يصلي، قال: فنظرت في تلك الليلة، فإذا هي ليلة أربع وعشرين، وقد أشكل هذا مع قوله في الطريق الأخرى: إنها في وتر، وأجيب بأن الجمع ممكن بين الروايتين أن يحمل ما ورد مما ظاهره الشفع أن يكون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015