أن الليلة النصف؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الشهر هكذا وهكذا، وأشار بأصابعه العشر مرتين، وهكذا في الثالثة، وأشار بأصابعه كلها، وحبس- أو خنس إبهامه".

- قوله (وعقد الإبهام): أي أنه أشار بيديه ثلاث مرات ناشراً أصابعه وفي المرة الثالثة قبض الإبهام إشارة إلى أن الشهر يكون تسعاً وعشرين ثم أشار بيديه ثلاث مرات ناشراً أصابعه ولم يقبض إبهامه في الثالثة إشارة إلى أنه يكون ثلاثين. انظر الدين الخالص (8/ 335).

أقول: النص الذي بين أيدينا أصل للجمهور فيما ذهبوا إليه من أن الحسابات الفلكية غير معتبرة في إقامة العبادات.

فصيام رمضان عبادة لا نكلف فيها إلا بما كلفنا الشر عبه وقد كلفنا بالرؤية البصرية من غير اعتماد على الحساب. لكن لو صام إنسان معتمداً على الحساب الفلكي إذا كان هو الأحوط فذلك جائز وإن كان الأصل الرؤية، لكن لو قرر العلم أنهل ايمكن رؤية الهلال اليوم مثلاً وشهد الشهود برؤيته فما العمل؟ نقول: يجمع بين العمل بحديث (صوموا لرؤيته) وبين حقائق علم الفلك فإن لم يرد من علماء الفلك ما يمنع رؤيته تحرينا رؤيته فإذا رأيناه أثبتنا دخول الشهر بالرؤية.

وإذا قرر علماء الفلك يقيناً أنه لا يمكن أن يرى فيناقش القاضي الشاهد الذي ادعى رؤيته ويسأله، أين رآه؟ ومتى؟ وهل كان إلى يمين الشمس؟ أم إلى يسارها؟ وهل كانت فتحة القوس إلى جهة الشمس أم إلى الجهة المقابلة؟ إلى أن يظهر توهمه وخطؤه ...

فإن قيل: قرر علماء الفلك أنه لا يمكن الرؤية وقد رؤي فعلاً وحقيقة فنقول هذا ليس من حقائق علم الفلك إذن وتعتمد الرؤية.

3688 - * روى مسلم عن سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) قال: "ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على الأخرى، ثم قال: "الشهر هكذا وهكذا وهكذا، ثم نقص

طور بواسطة نورين ميديا © 2015